السبت، 14 أبريل 2012

الحاجات التدريبية في تقنيات التعليم لمعلمي التفوق العقلي والابتكار للمرحلة الابتدائية


قراءة في دراسة علمية بعنوان
مقدم لسعادة أ.د/ زكريا يحي لال
الطالب / سعيد بن حميدي المالكي


عنوان الرسالة
الحاجات التدريبية في تقنيات التعليم  لمعلمي التفوق العقلي والابتكار للمرحلة الابتدائية
الباحث
عبدالرحمن بن محمد القوت القحطاني
نوع الرسالة
رسالة ماجستير
مكانها
جامعة الملك سعود 
زمان مناقشتها
 الفصل الدراسي  الثاني ( 1424هـ - 1425هـ )
المشرف على الرسالة
د.محمد بن سليمان المشيقح  و د. محمد محمد شوكت

عنوان الرسالة :
انحصر  عنوان الدراسة على  الحد  الموضوعي "الحاجات التدريبية في تقنيات التعليم  " ولم يذكر الحد المكاني
                            
المقدمة :
1- بدأ الباحث بذكر أهمية المعلم ودوره الأساسي في عناصر العملية التعليمية  متدرجا بالقارئ للوصول لأدوار المعلم  وكفاياته في عصر التكنولوجيا وأثر ذلك على تنمية المجتمع   ، وذكر أهمية التدريب .... الخ  إلا أن الباحث أسهب في المقدمة حث كان عدد صفحاتها (3) صفحات وكان الأولى أن تكون أكثر اختصارا وشمولا .


   
المشكلة وأبعادها :
  • قدم الباحث إطار نظري للمشكلة حيث أوضح فيها الحاجات التدريبية للتقنيات ومدى أهميتها لمعلمي التفوق والابتكار في مردودها الايجابي، كما أشار في المشكلة إلى الفئة المستهدفة من دراسته وهي من المعايير المهمة عند صياغة المشكلة.  وراعى  الباحث  عند اختيار مشكلة  الدراسة الأدوات والمستلزمات الكافية من تمويل مالي أو معنوي، ومن توافر العينات المتمثلة، وكذلك راعى توافر مصادر ومراجع وبيانات لحل المشكلة.كما برز  اهتمام الباحث بالارتباط الوثيق بين مشكلة الدراسة وأهدافها.
لقد  اتسمت المشكلة  بأنها ملحة و حديثة وأصيلة  لم يسبق أن درست من قبل الباحثين.
  • ذكر الباحث بعدين للحاجة التدريبية  لمعلمي التفوق والابتكار بعد القصور في الجانب الأكاديمي  والبعد الآخر التدريب قبل و أثناء الخدمة في التعليم  .
  • كما اتسمت  أسئلة الدراسة الثلاث الفرعية من الموضوع الأساس  بالوضوح والدقة .
وأرى  أن  الباحث استخدم عبارة ( يمكن القول) هذه العبارة قد تكون غير مقنعة للقارئ بمدى شعوره واهتمامه وإحساسه بالمشكلة.

أهداف الدراسة :
قام الباحث بكتابة الأهداف بشكل واضح وبلغة سهلة، كما أن الأهداف جاءت ذات صلة  وارتباط بمشكلة الدراسة. وقد اشملت على الجوانب التالية :
1-    الجوانب المعرفية في مجال تقنيات التعليم التي يمتلكها معلمي التفوق العقلي والابتكار للوقوف على مدى حاجتهم إلى التدريب في هذا الجانب .
2-    تحديد الجوانب المهارية في مجال تقنيات التعليم التي يمتلكها معلمي التفوق العقلي والابتكار للوقوف على مدى حاجتهم إلى التدريب في الجانب المهاري لتقنيات التعليم .
3-    أخيرا هدفت الدراسة إلى التعرف على اتجاهات معلمي التفوق العقلي والابتكار نحو تقنيات التعليم
ومن خلال قراءة محتوى الدراسة ونتائجها يتبين  مدى الانسجام بين الأهداف ومحتوى البحث والنتائج .

أهمية  الدراسة :
قدمت الأهمية خدمة للمجتمع فقد جاءت مرتبطة بقضية اجتماعية راهنة تتعلق بأهمية الحاجات التدريبية لمعلمي التفوق والابتكار مما قد يسهم في تنمية المجتمع في مجال خدمة الطلاب ذوو التفوق والابتكار، كما أن الأهمية أشارت إلى التوصيات السابقة  التي وردت في مؤتمرات والدراسات السابقة ؛ مما يزيد الأهمية درجة عالية من الاهتمام.  إضافة إلى   تتزامن هذه الدراسة مع اهتمام المملكة العربية السعودية بالمتفوقين والموهوبين وأهمية إعداد معلمي هذه الفئة التي سوف يعتمد عليها في بناء الأجيال القادمة. في ص (9) أشار الباحث إلى اهتمام المملكة العربية السعودية بالمتفوقين والموهوبين ومثل على ذلك بالتالي :( المشروع الوطني للكشف عن الموهوبين ، إنشاء إدارة عامة  لرعاية الموهوبين بوزارة التربية والتعليم ، تأسيس مؤسسة الملك عبد العزيز  ورجالة لرعاية الموهوبين  ) ولي ملاحظة سأذكرها في الإطار النظري  .


حدود الدراسة :
ذكر الباحث الحدود بشكل عام  وكان ذلك جيدا وواضحا  ولكن خلاف المعتاد في الرسائل العلمية بحيث  يحدد الحدود زمانيا  ، مكانيا ، وموضوعيا  .

مصطلحات الدراسة :
ذكر الباحث مصطلحات الدراسة ثم ذكر بعد كل مصطلح تعريفاً إجرائياً وقد أوضح فيه ما يريد إيضاحه وهذا جانب إيجابي .

الإطار النظري :
ساذكر ملاحظة فقط في الإطار النظري في جانب  الموهوبين والمتفوقين 
1-                اغفل أهم دراسة في مجال رعاية الموهوبين رغم أهميتها وشهرتها وكونها الركيزة الأساسية في رعاية الموهوبين في المملكة العربية السعودية ،  الدراسة بعنوان  "   برنامج الكشف عن الموهوبين ورعايتهم ،الباحث الرئيس : الأستاذ الدكتور/ عبدالله النافع آل شارع   .جامعة الملك سعود
الباحثون المشاركون :الدكتور/ عبدالله على القاطعي جامعة الملك سعود   وآخرون  .
 علما أن الباحث على دارية بالمشروع وقد أشار لذلك في أهمية الدراسة  أنظر ص(9) .
·                     وذلك جعل الباحث يغفل التعريف المعتمد للطالب الموهوب في المملكة العربة السعودية .مع ذكره التعاريف أخرى  معتمدة . والتعريف بأهمية بمكان ذلك لان سياسة رعاية الموهوبين وجميع البرامج الاثرائية والارشادية والنمائية  وكذلك الاحتياجات التدريبية مبنية عليه على ذلك التعريف .
·                     كما جعل الباحث يختصر دور المملكة العربية في رعاية المتفوقين والموهوبين . 


الدراسات السابقة :
استعان الباحث بـ (18) دراسة ومنها دراسة أجنبية واحدة.
حيث قام الباحث عند كتابته للدراسات السابقة بذكر: ( العنوان، الهدف من الدراسة، وأهم ما توصلت إليه الدراسة).
ولكنه أغفل : ( منهج الدراسة المستخدم في كل دراسة، ومجتمع وعينة الدراسة) .


إجراءات الدراسة :
1- منهج الدراسة: اعتمدت على المنهج الوصفي المسحي .
2- مجتمع الدراسة: جميع معلمي التفوق العلمي والابتكار في المملكة العربية السعودية البالغ عددهم (127) معلما للعام الدراسي 1424/1425هـ،.
3- عينة الدراسة: قام الباحث بتوزيع (112) استبانة على أفراد عينة الدراسة وبعد إجابتهم تم استعادة (103) .
4- أداة الدراسة : الاستبانة  .



التوثيق :
قام الباحث بالتوثق بطريقة علمية موحدة لكامل البحث:
1-       تم ترتيب المصادر والمراجع أبجدياً مع إهمال (أل) التعريف
2-       لم يقم الباحث بترقيم المراجع.
3-        استعان الباحث بدراسات أجنبية.
4-        لم يضع الباحث مسافة عندما يطول توثيق المرجع الواحد لأكثر من سطر تكون الأسطر الأخرى بعيدة (خمس مسافات) عن هامش السطر الأول.
5-         لم يضع عنوانًا باسم (( المراجع العربية)) و (( المراجع الأجنبية)) .
6-        اعتمد الباحث في بعض الأحيان على المراجع الثانوية  .
7-       إغفاله أحيانا لتنصيص الاقتباس .

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

رسالة علمية في التعليم الالكتروني


مدى إمكانية استخدام التعليم الإلكتروني في تدريس مواد التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية

http://www.4shared.com/office/AotHdQ_x/l_________________.html?

وقفات مع تجربة مجموعة مدارس إيتون هاوس


قراءة لمقالة : ( هل تنجح إستراتيجية العاطفة تجاه التعليم ؟؟)
مقدم لسعادة أ.د/ زكريا يحي لال
 الطالب / سعيد بن حميدي المالكي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم أما بعد
فلقد وقفت إعجابا بهذا الكيان الرائد في مجال التربية والتعليم واعتبرته نموذجا يحتذى به وتجربة فريدة تعليميا، واقتصاديا فأبت نفسي إلا أن استزيد واستكشف سر التوسع السريع من مدرسة واحدة بسنغافورة وهي المركز الرئيس إلى (52 ) مدرسة منتشرة في جميع أنحاء سنغافورة ، الصين ، الهند ، اندونيسيا ، ماليزيا ، كوريا ، اليابان وفيتنام. Together these schools provide high quality international education to over 5,000 children across 54 different nationalities. ورعاية أكثر من (5000  ) طفل من (54 )جنسية مختلفة .
 فبحثت  حتى وجدت  الموقع الرسمي للمجموعة على الشبكة العنكبوتية وترجمت أجزاء منه فالفيت المدرسة ذا روعة وجمال اشتملت على رؤية ورسالة ومنهجية علمية وبيئة تعليمية فعلا جاذبة ونشطة  مطابقا لمواصفات التعليم عالي الجودة وفق المعايير الدولية .
مؤسسة المجموعة مع عدد من أطفال المدرسة متعددي الجنسيات
 

ومن خلال قراءة  مقالة الكاتبة :  كارين شو ( هل تنجح إستراتيجية العاطفة تجاه التعليم ؟؟)

ومن خلال الرجوع للموقع وإطلاعي على سياسة المجموعة فإني أستطيع أن أوجز سر نجاح جيم شو مع مجموعة مدارس إيتون هاوس في النقاط التالية  :
1-        اعتماد الجودة الشاملة والتحسين المستمر في العملية التعليمية في كل أجزائها كخيار استراتيجي ووفق المعايير الدولية .
2-        العناية الفائقة في انتقاء المعلمين  ذات النوعية المميزة والمتخصصة .
3-        اختيار الكوادر الإدارية والإشرافية  ذات الكفاءة  والتأهيل العالي  .
4-        الدافعية العالية  نحو العمل سر من أسرار نجاحه .
5-        
التركيز على اختيار فئة مستهدفة من المشروع تكمن في  الأطفال ما قبل سن المدرسة والمرحلة الابتدائية .

6-        تحديد الاحتياجات النفسية والمعرفية والعاطفية  للفئة المستهدفة من العملية التعليمية .
7-        التدريب والتأهيل المستمر قبل وأثناء العمل  والوصول بمستواهم إلى الدبلومات التخصصية العليا ،ودفعهم الذاتي نحو مواصلة الدراسات العليا في نفس المجال .
8-        نوعية التعليم القائم على منهجية التشويق و التنوع في الأساليب والاستراتيجيات وفق الفروق الفردية  والأنماط الشخصية المختلفة والخصائص النمائية والسلوكية  لدى الأطفال .
9-        التعليم باللعب والترفيه والمرح وهو من أهم العناصر الجاذبة  للفئة المستهدفة .
10-   السعي للوصول إلى الاحترافية والمهنية المعيارية في مهنة التعليم للوصول إلى العالمية من خلال استقطاب الكفاءات العالمية وإشراك الوطنيون معهم لاكتساب الخبرة والمهارة .
11-   الابتعاد عن المحسوبية والعاطفية غير المبررة في توظيف القيادات .
12-   اختيار البيئة المناسبة  والمنافسة  ودراسة جدوى مدى نجاح المشروع والفائض أو الأرباح المستدامة العائدة منه .
13-   الكفاح والمجاهدة للوصول إلى الأهداف  وفق إستراتجية  ذات رؤية ورسالة .
14-   الاستفادة من الخبرات المحلية والعالمية .
15-   حسن التكيف والتعامل مع الظروف، والمعطيات المحلية.
16-   
 الاستفادة من التجارب العالمية مثل : " استراتيجيات القراءة والكتابة والحساب من المملكة المتحدة كإطار مرجعي في السنوات الابتدائية ، وبرنامج  ( فكر وتعلم ) مستوح من مشروع ريجيو اميليا في شمال ايطاليا .

17-   اعتمدت المؤسسة  على خمس عناصر رئيسية لإنجاح مشروعها :
·        البيئة التعليمية الجاذبة.
·          المحتوى التعليمي الشيق المجرب.
·         الكوادر المؤهلة .
·        الشراكة بين المدرسة والمنزل .
·         الشراكة المجتمعية .
18-   المدرسة اشتملت على رؤية ورسالة معلنة للجميع .
19-    ورد وفق التعريف بالمدرسة التالي :" تشجيع الأطفال على أن يصبحوا مفكرين ومتعلمين مدى الحياة من خلال برنامج دولي يستند إلى تحقييق.
ü     خبرات التعلم التي تركز على مواطن القوة واحتياجات الأفراد.
ü     تشجيع كل طفل على تحقيق إمكاناته الكاملة أكاديميا واجتماعيا وعاطفيا وجسديا.

الاستراتيجيات التعليمة والإدارية

لقد اعتمدت مجموعة " مجموعة مدارس إيتون هاوس" على كثير من الاستراتيجيات التعليمية والإدارية المتداخلة فمنها الرئيسي كإستراتيجية التعلم عن طريق اللعب والمرح ومنها المساند كاستراتيجيات الذكاء المتعدد واستراتيجيات التعلم النشط ، التعلم الذاتي والتعاوني ومهارات التفكير.....إلخ  والإستراتيجية الإدارية هي الجودة الشاملة والتحسين المستمر .
ولو تكلمنا بإسهاب عن كل الاستراتيجيات والأساليب التي تم تفعيلها في المجموعة  لطال بنا المقام ولكن يكفينا من القلادة ما حاط بالعنق فسنتحدث إن شاء الله بإيجاز عن " إستراتيجية التعلم عن طريق اللعب والمرح  ولتعليم النشط  وعن التعليم والعاطفة ومقتطفات عن الجودة  الشاملة في التعليم .   

مفهوم الإستراتيجية :
تطور مفهوم وتعريف كلمة إستراتيجية عبر مختلف عصور التاريخ وفقاً لاختلاف وتطور التقنية في كل عصر عن الآخر، ووفقاً لتباين المدارس الفكرية والسياسية لكل قائد أو مفكر، ومن هنا تنبع الصعوبة لتقديم تعريف جامع مانع لكلمة إستراتيجية، لأنه لايوجد تعريف موحد متفق عليه حتى الآن لهذه الكلمة، لأن الإستراتيجية تتطور تبعاً لتطور الاقتصادي والسياسة والعلوم، وتستفيد من أحدث ما توصلت إليه العلوم والتكنولوجيا .
وكلمة إستراتيجية مشتقة أصلاً من الكلمة اليونانية ( Strategos ) وكانت تعني فن قيادة القوات العسكرية فهو إذا في الأصل  مصطلح عسكري يعني استخدام الوسائل لتحقيق الأهداف القريبة والبعيدة  وفق خطوات  وزمن محدد ، ثم انتقل إلى بقية العلوم ومنها ميادين علوم التربية،وهي على قسمين في التربية منها في علم الإدارة التربوية وهي بذلك تعني التخطيط بعيد المدى لخمس سنوات أو أكثر وفق رؤية وأهداف ومراحل وإجراءات محددة ، أما القسم الثاني يعني بالمناهج وطرائق التدريس ، فقد حدث خلط بين والأسلوب والطريقة والإستراتيجية، ليس فقط في الكتابات العربية، بل أيضا في الكتابات الأجنبية، فأسلوب التدريس لصيق بشخصية المعلم، والطريقة أكثر عمومية من الإستراتيجية، أما إستراتيجية التعليم فإنها تشمل كل أفعال المعلم المنتظمة داخل الصف، بما فيها الأنشطة والوسائل والحيوية والحركة وإدارة النظام الصفي وطريقة التواصل والتفاعل في المواقف التعلمية التعليمية.

كل معلم بحاجة إلى خطة لتنفيذ دروسه وتحقيق نتاجاته المتنوعة، إن كيفية تحقيق وإتقان كل ناتج تعليمي هي ما يصطلح عليه بالاستراتيجية، وكلما كانت توقعات المعلم من طلبته مرتفعة كلما ارتفع باستراتيجياته المركبة في تعليمه للطلبة، هذا يؤدي بالضرورة إلى انسجام وتوافق الطلبة مع توقعات معلمهم وزيادة التحديات وشحذ مهارات الطلبة الذهنية متخلصين من الملل وبطء التقدم في المهام التعلمية.
أنواع الاستراتيجيات 
تنقسم الاستراتيجيات التعليمية بحسب مرجعيتها للنظريات التربوية إلى عدة أنواع منها :
استراتيجيات سلوكية تهتم بتطبيقات من مثل التعزيز والمكافأة وتعديل السلوك وتوظيف التعلم في مواقف الحياة ..، واستراتيجيات معرفية تركز على توليد المعرفة والتفكير بأنواعه والعصف الذهني والاكتشاف وحل المشكلات ..، واستراتيجيات انفعالية وجدانية تنمي التعاطف الايجابي والأدوار الشخصية النفسية للمتعلم كالثقة بالنفس، والمحكاة والقدوة الحسنة والتعلم التعاوني والمناقشة ضمن فريق.. ، ولكن هذه الاستراتيجيات جميعها تبارك دمج الطلبة في التعلم النشط والمشاركة الفعالة في المواقف الصفية.
إن اختيار المعلم لاستراتيجيات التعليم التي سينفذها في كل حصة صفية أمر في غاية الأهمية، لأن كل موضوع لا بل كل ناتج تعليمي يحتاج إلى استراتيجيات متوائمة معه، وكل مادة علمية تناسبها استراتيجيات مختلفة عن المادة الأخرى، وكذلك اختلاف الخصائص النمائية للطلبة يؤثر كثيرا في التخطيط لاستخدام إستراتيجية معينة، ولكنه دائما يوجود مواطن تشابه وتكامل كما يوجد مواطن اختلاف . 

أولا : إستراتيجية  التعلم عن طريق اللعب والمرح
لايمكن الحديث عن الطفرة النوعية التي تعرفها مناهج التعليم ببلادنا دون الحديث عن بيداغوجيا الكفايات التي تعد جوهر هذه الطفرة, و ملمحا أساسيا من ملامح إصلاح نظام التربية و والتعليم 
هذه البيداغوجيا التي شكلت قطيعة مع النزعة التقليدية السلطوية المهيمنة على الفعل التربوي منذ عقود , وتجاوزا ذكيا  لبيداغوجيا التعليم  بالأهداف المغرقة في نزعتها السلوكية . و مكمن الجدة و المغايرة في هذه البيداغوجيا هو تفعيلها لفلسفة و مضامين السياسة  الوطنية للتربية و التعليم , و المتمثلة أساسا في :" جعل المتعلم بوجه عام , و الطفل على الأخص , في قلب الاهتمام و التفكير و الفعل خلال العملية التربوية التعليمية ، و ذلك بتبني  نهج تربوي نشط , يتجاوز التلقين السلبي و العمل الفردي إلى التعلم الذاتي والتعاوني, و القدرة على الحوار و المشاركة. إلا أن ترسانة الصيغ و المقاربات البيداغوجية لا تكفي وحدها لتفعيل و أجرأة هذه المضامين ما لم تصاحبها قراءة رصينة لشخصية الطفل بكل أبعادها الحركية و النفسية و الاجتماعية , و القدرة على توجيه إمكاناته و قدراته و ميولاته التلقائية بشكل يخدم مسار تعلمه

يقول الإمام الغزالي رحمه الله : 
 (( إن دخول مملكة الأطفال لن يكون إلا من خلال السماح لهم باللعب , وإن منعناهم عنه فسنرهقهم في التعلم , وسنميت قلوبهم الصغيرة , ونبطئ ذكاءهم , وننغص عليهم العيش, حتى يطلبوا منه الخلاص!!)).
    لعل واقع مدارسنا  يعكس بجلاء هذه المقولة , فرغم التطور الذي تعرفه مناهج التدريس و طرائقه ببلادنا لا زال الأداء التعليمي داخل الفصل يراوح مكانه منذ عقود ! فأغلب العاملين في حقل التعليم  متمسكون بممارسة أساليب قائمة على التلقين و الحشو والإلقاء واعتبار المتعلم قطعة إسفنج عليها امتصاص ماء المعرفة دون مشاركة عملية.
 لذا فإن نشوء قناعة بقدرة  الطفل على اكتساب التعليمات خارج الأسلوب السلطوي المعهود يعد خطوة أولى نحو تحديث الممارسة التعليمية , وجعلها أكثر انفتاحا على احتياجات الطفل و رغباته.
و أكاد أجزم بأن الإدماج الفعال للعب في مسار التعلم سيكون له عظيم الأثر في إحداث التغيير المطلوب, لأنه يمثل أسلوبا فاعلا لإطلاق القدرات الكامنة للطفل واكتشافها ورعايتها و توجيهها , وهو بذلك يعد صمام الأمان , ومؤسسة تربوية حقيقية تعمل تلقائيا قبل المدرسة و بعدها.
و خير دليل على ما أوردته, هو ما يحدث الآن في المشهد التربوي بالولايات المتحدة الأمريكية. فقد أصدرت الإدارة الأمريكية قانون " لا طفل يخفق دراسيا " , وشنت حملة وطنية واسعة للرفع من مستوى التعليم بعد أن تبين ضعفه, وجرت محاولات حثيثة لاجتذاب المتعلمين الذين بدؤوا يفرون من المدارس ! , ووجد المعلمون أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يجتهدوا و يرتقوا بتعليمهم و ذلك بأن يجعلوا الدرس أكثر مرحا و إثارة و جاذبية , وإما أن يفقدوا متعلميهم إلى الأبد. فغدت الألعاب في المنهج الأمريكي تبدأ منذ اليوم الأول من التعليم , وتلعب أدوارا مختلفة مثل تلك التي تقدم للدرس, أو تقرب فكرة معينة,Ice Breakerبريكر
أو تستخدم لمراجعة الدرس, أو لاستغلال وقت الحصة الباقي بما ينفع, أو لتدخل قليلا من الاسترخاء على جو الحصة.
  سيقول قائل بان مدارسنا لا تخلو في الوقت الحاضر من توظيف للعب التربوي  وتمركز حول رغبات المتعلم , لكن الأمر لا يعدو كونه اجتهادا فرديا يفتقر إلى التأصيل النظري. فاللعب التربوي أسلوب يتطلب تطبيقه العملي الاستناد إلى ثروة من الأبحاث و الدراسات الأكاديمية ,كما يتطلب إدارة تربوية منفتحة , ومرنة تسمح بالتجريب التربوي , وتنمي روح الإبداع و التساؤل و البحث و الاكتشاف لدى المدرس و التلميذ على حد سواء.

إن الكم الهائل من الأبحاث والتجارب والدراسات التي تناولت موضوع اللعب تجمع على أنه محدد رئيسي لشخصية الطفل, ونشاط لازم لنموه و تكوينه على المستوى الحركي و النفسي و الاجتماعي, ووسيط فعال بينه و بين العالم الخارجي.
ومظهر سلوكي بهذه الأهمية يقتضي استثماره تربويا على أوسع نطاق ممكن , من خلال توجيهه , وإكسابه قيمة تربوية حتى يكون مدخلا وظيفيا لمسار تعلمي فعال.

ما ذا نقصد باللعب التربوي :
   يعرف اللعب التربوي ,أو أسلوب التعلم باللعب , بأنه استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة و تقريب مباديء العلم للأطفال و توسيع آفاقهم المعرفية . إنه " لون من النشاط الجدي أو العقلي يستخدم كمتعة بهدف معرفي يؤدي إلى الكسب و التطور و الاكتشاف" وهو كذلك" مقطع من الحياة الواقعية تتم فيه عادة المباراة بين شخصين أو مجموعتين أو أكثر بناء على قواعد موضوعة سلفا من أجل تحقيق أهداف معينة , وأهم عنصر فيه هو عنصر المنافسة".



من خلال هذه التعريفات يمكن القول بأن إكساب اللعب قيمة تربوية يقتضي توافر ثلاثة شروط: 
   - ممارسته وفق قواعد محددة.
   - تضمينه محتوى تعليمي معين. 
   - توفر عنصري المتعة و التسلية.
 

آثار و فوائد اللعب التربوي:
   خلصت العديد من الدراسات التي أجريت حول آثار اللعب في الرفع من مستوى التحصيل الدراسي إلى أن الألعاب التعليمية متى أحسن تخطيطها و تنظيمها و الإشراف عليها فإنها تؤسس مدخلا وظيفيا لمسار تعلمي فعال يتجاوز بكثير سلبيات نمط التعلم التقليدي .
 ومن آثار أسلوب التعلم باللعب:
  - تيسير اندماج المحتوى التعليمي في عقول المتعلمين بفضل مخاطبته لأكثر من حاسة .
  - استثارة الجانب الانفعالي" متعة, حماس, ترقب, إثارة...".
  - تنمية القدرة التعبيرية لدى المتعلم.
  - تقوية مهارة حل المشكلات و صنع القرارات و لو على مستوى بسيط.
  - تنمية التفكير الإبداعي و الابتكاري.
  - تنمية مهارة ربط المحسوس بالمجرد.
  - كسر حاجز الخجل لدى فئة عريضة من المتعلمين .
  - تعزيز الانتماء للجماعة.
  - تعلم احترام القواعد و القوانين و الالتزام بها.
و نظرا لما يحدثه اللعب التربوي من تغيير في سلوك المتعلم فإن العديد من الباحثين دعوا إلى ضرورة إدماجه وفق مقاييس و شروط محددة تجنبا لأي انفلات قد يولد نتائج عكسية.
 
 شروط توظيف اللعب التربوي:
   إن بناء الدرس وفق أسلوب التعلم باللعب يقتضي مراعاة مقاييس محددة في اللعبة التربوية المختارة:
   أ) أن يكون لها هدف تعليمي محدد و في نفس الوقت مثيرة و ممتعة.
  ب) قواعدها سهلة وواضحة.
  ج) مناسبة لخبرات و قدرات و ميول المتعلمين.
   د) مستمدة من بيئتهم و محيطهم.
 
ثانيا :

كيف استطاعت جيم شو مع مجموعة مدارس إيتون هاوس استثمار العاطفة في جذب الأطفال إلى مدارسها وفق معالم العاطفة في التعليم  ؟
التعلم هو دمج للمعرفة المكتسبة، وفهم للمهارات، وتوجه نحو التنظيم، والحالة العاطفية التي تسود خلال كل ذلك و يمكن تقسيم التعلم إلى خمس فئات:
• المعرفة :
 في السنوات الأولى يبدأ التلاميذ باكتساب المعرفة.  وتتألف المعرفة من الحقائق، والأفكار، والمفاهيم، والمصطلحات، والقصص.  يحصل التلاميذ على المعرفة من خلال الاستماع إلى الإجابات عن أسئلتهم ومن خلال التفسير، والوصف، والمشاهدة.
• المهارات :
 يمكن للتلاميذ، باستخدام معرفتهم، أن يبدءوا باكتساب المهارات.  والمهارات هي أجزاء صغيرة من الفعل التي تحدث في وقت قصير ويسهل مراقبتها.  فالجمع والطرح والرسم والتواصل الشفوي والكتابي هي أمثلة على مهارات تعلم في المدرسة.
• الاتجاهات :
وهي حالة عقلية أو توجه نحو وضع معين بطريقة ما.  فأن تكون فضولياً، أو صديقاً، أو جباناً أو مسيطراً أو مبدعاً فهذه اتجاهات تنظيمية أكثر منها مهارات أو أجزاء معرفية.  ويمكن أن يكون لدى الشخص اتجاه بأن يكون فناناً، ولكن دون وجود المهارة ليصبح فناناً فإن النتيجة ستكون أقل من النجاح.
• المشاعر:
 وهي حالات انفعالية متعلمة، مثل الشعور بالمنافسة، أو الانتماء، أو الحب، أو التسامح أو عدم التسامح اتجاه الآخرين.
لقد استطاعت السيدة شو  إدماج التلاميذ في التعلم النشط باستخدام هذه الخصائص الأربع للتعلم.
  فالمعلمون الذين يزودون تلاميذهم باستراتيجيات تتضمن ارتباطات ذات معنى، وفرصاً للتأمل، وتغذية راجعة محددة فيما يتعلق بالمحتوى والمشاعر، يكسبون تلاميذهم معرفة عميقة ذات معنى تنتقل بسهولة إلى الذاكرة طويلة الأمد  وبالإضافة إلى ذلك، عندما يندمج المتعلمون بالتعلم بنشاط، يكتشفون المعنى الشخصي في وظائفهم وتعلمهم، ومن خلال التأمل يكتسبون تبصراً بمشاعرهم ويصبحون أكثر رغبة في الوصول إلى نجاح أكاديمي وعاطفي.
فنتائج الأبحاث تشير إلي أن العاطفة ترتبط بالتعلم ، وأن المعلومات الحسية المرتبطة بالسالمس -الموجود فى منتصف المخ - ترتبط بمراكز السمع والحس ...الخ ، حيث تقيم المعلومات علي أنها تمثل تهديد أم لا ومن ثم ينشىء التوتر ، والعاطفة تساعد على التذكر والاحتفاظ حيث تصف التعلم على أنه جيد او ردئ ومن ثم يجب تقديم تعلم أمن ومناخ ايجابى ونعلم من أبحاث تعلم المخ أنه عندما يكون لدينا عاطفة حول مهمة فإننا نندمج فى التعلم ، وقد أكدت أبحاث تعلم المخ أن العاطفة ترتبط بالتعلم بالمساعدة فى تذكر المعلومات المختزنة فى الجهاز العصبى المركزى ، فالعواطف توجد فى منتصف المخ أو ما يطلق عليه نظام limbic system الذي يعد بمثابة مبطئ للحس في القشرة sensory cortex و مركز الصوت فى القشرة المخية auditory cortex ، ... الخ . وعندما تصل المعلومات عبر الحواس إلى amygdale يتكون بناء جديد فى منتصف المخ حيث تقيم المعلوما على أنها تمثل تهديد من عدمه وتنشئ استجابة مناسبة للتوتر وتستقر المعلومة فقط فى مقدمة القشرة المخية حيث الوظائف المعرفية العليا مع فعل وأثر مناسب ، ولكن كيف تصل المعلومة من منتصف المخ إلى مقدمة القشرة المخية ؟
وتشير أبحاث المخ أيضاً إلي أن المخ يتعلم بشكل أفضل عندما يواجه توازن بين التوتر والاسترخاء ، تحدى عالي و تهديد أقل ، والمخ يحتاج بعض التحدى وبعض الضغط البيئى الذي يولد توتر يساعد على تنشيط العاطفة والتعلم ، والقلق يقلل من فرص التعلم ، وهذا يعني توفير بيئة أمنة يسودها الاسترخاء وتنشيط الاهتمامات الوجدانية من خلال الاحتفالات والشعائر .
ذكر جولمان في كتابه Emotional  Intelligence أثر العاطفة أو الجانب الانفعالي في التعلم ، وكيف أن شعور الشخص حول  التعلم يحدد كمية تركيزه أو انتباهه ، فالعاطفة تتفاعل مع السبب reason لدعم أو احباط التعلم .ولكي نكون متعلمين تاجحين يجب أن نعرف كيف نستخدم ذكاءنا الانفعالي . ومن ثم يجب أن يشعر المتعلم بالأمان الفيزيائي والعاطفي في المدارس وفي الفصول قبل اعطاءهم كمية المعلومات ، ويمكن للمدرس تأسيس مناخ ايجابي يشجع الطلاب علي التعلم ويجب أن يشعر الطلاب أن المعلمين يرغبون في مساعدتهم و يؤكدون على الصواب بدلاً من التأكيد علي الخطأ.


ويعتمد الذكاء العاطفي في التعليم على المعالم الرئيسة التالية  :
الأمن:  بحيث يتحرر الأطفال من العنف الجسدي والتسلط والألم العاطفي الناتج من التهديد أو التلاعب أو الاستفزاز أو الضغط النفسي.
الوعي بالذات وبالآخرين :إذ يمكن للمعلم غرس الوعي بالذات عند الأطفال من خلال خلق جو صفي يشجع على التفكير والاكتشاف، الأمر الذي يشجعهم على النقاش، واختيار الجانب المحبب لديهم، وقراءة انفعالات الغير أثناء النقاش (مشاعري هي، أوافقك الرأي، أخالفك الرأي، أحب أن أضيف...)، وهناك ثلاثة جوانب هامة للوعي الذاتي وهي: الوعي الذاتي الفيزيائي، والوعي الأكاديمي، والوعي الاجتماعي .
قبول الذات والآخرين : إن الطريقة التي نفسر فيها أفعالنا ومعتقداتنا وأوضاعنا الحياتية تؤثر على مقدرتنا على قبول أنفسنا. ولا يمكن تحقيق قبول الذات إلا إذا كان الأطفال واعين لنقاط القوة ونقاط الضعف فيما يتعلق بوجودهم الجسماني والأكاديمي والاجتماعي. إن كون الأطفال متفائلين أو متشائمين له دور كبير في تمكنهم من مهارة قبول الذات. ويقول جولمان أننا نكون مولودين بميل طبيعي نحو التفاؤل والتشاؤم.

تحمل المسؤولية الشخصية  :من أجل تسهيل تمكن الأطفال من تحمل المسئولية يجب أن تبني توجهاً ديموقراطياً، وتوجهاً يجعل الطفل محور العملية التعلمية، كما يجب إعطاء الأطفال خيارات وحرية في اتخاذ القرارات في حدود معينة. إن اعتبار تعليم مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات أمران ضروريان، كما يجب أن يسهم الأطفال في وضع إجراءات وقوانين وفي سير روتين غرفة الصف، نضف إلى ذلك أن التفكير في التفكير يعلم الطلاب الإحساس بالمسئولية عندما يطلب منهم التفكير في القرارات التي يتخذونها ويحددون ما إذا كانت قراراتهم ذات معنى، بالإضافة إلى تشجيعهم على فهم النتائج الطبيعية، والاستفادة من توجيه الزملاء، وتحمل المسئولية الشخصية فيما يتعلق بالعنف المدرسي، والمسئولية الأكاديمية، وخلق جو من الأمن والهدوء حيث يوجد تحد آمن.
إيجاد معنى شخصي:  يحوي المخيخ كلاً من العاطفة والذاكرة وبالتالي فإن التفكير العاطفي للفكرة سوف يثير الذاكرة طويلة الأمد. إن التعليم المخطط أكثر معنى وإثارة للدافعية من التعليم الموجه، إذ يقوم المعلم في التعليم المخطط بتحديد فكرة موضوع معين، ثم يختار كل طالب مجالاً معيناً من الموضوع ليصبح خبيراً به، ويبحث الطلاب مواضيعهم ويبتكرون مشاريع يعرضون من خلالها فهمهم للمواضيع، ثم يعرض الطلاب مشاريعهم كتقييم أدائي. أما في التعليم الموجه فيتم تقديم مفهوم جديد للتلاميذ، وفحص فهم التلاميذ، ومراجعتهم، واختبار فهمهم. يجب التركيز على أن تكون المادة المتعلمة ذات معنى، وأن تستثير دافعية الطلاب الداخلية، وأن تشجع على حركة الطالب، وتوظف ذكاءاته المتعددة. وهذا ما قامت فعلا به السيدة جيم شو .
تقدير الاستقامة والأخلاق: ويمكن تنمية هذا العنصر من خلال إشراك الأهل في العملية التربوية من أجل زيادة وعي الأطفال بالاستقامة والأخلاق، واعتبار المدرسة والمجتمع كشركاء حقيقيين، وبناء بيئة صفية إيجابية؛ لطيفة، متحدية، يكون المعلمين فيها نماذج للسلوك الأخلاقي، ومشجعة للتأمل، كما يجب ترسيخ القيم كالمسئولية، التعاون،... مع الخطط الأكاديمية. واستخدام المعلم لتقنيات النمذجة في حل المشكلات واتخاذ القرارات والتفكير التأملي، والتركيز على التعزيز الداخلي بدلاً من الخارجي عندما يحاول التلاميذ تحقيق أهدافهم الشخصية والأكاديمية.
إيجاد معنى للتعلم.:  وهو ما سعت لتحقيقه السيدة جيم شو حيث جعلت للتعليم ذا قيمة لدى المعلمين ومحبب لدى الأطفال .
 الدافعية: يدمج التلاميذ بأنشطة يجدونها مثيرة وممتعة وهذا كان كان بين المعالم في أسلوب السيدة جيم شو
ما هو الذكاء العاطفي :
يمكن أن نعرِّف الذكاء العاطفي بأنه المقدرة على ضبط انفعالاتنا وتوظيفها من أجل تعظيم قدرتنا وفاعليتنا الشخصية على اتخاذ القرار المناسب، كردة فعل لهذه الانفعالات.  فهو يتضمن ضبط العواطف، وإيجاد العواطف المناسبة عند الحاجة لها   وكذلك تغيير أنماط السلوك المتعلمة
أهمية الذكاء العاطفي:
ويعتبر موضوع الذكاء العاطفي مهماً في الحياة المدرسية.  فالبيئة المدرسية غنية بما يثير المشاعر السلبية وأبرزها الخوف الذي يكون غالباً السبب في إثارة مشاعر أخرى.  والضغط النفسي يتسبب في زيادة احتمال ظهور هذه المشاعر والانفعالات.  فالمعلم يتعرض للكثير من الضغوط ومن جوانب عدة.  فهناك الإدارة المدرسية والموجه، والطلاب.  ويتعرض الطالب أيضاً للكثير من الضغوط.  فالطالب يخاف من أنه ليس جيداً بما فيه الكفاية، أنه ربما مختلف عن الآخرين، أنه لا ينتمي إلى المدرسة، ولا يقوم بما هو مطلوب منه بشكل جيد، أو أن الآخرين يعرفون أكثر منه ما يتوجب عليهم عمله.
توظيف الذكاء العاطفي:
تعمل المنظمة مع المدارس والآباء والمجتمعات والمنظمات لتطوير برامج من أجل توظيف الذكاء العاطفي في الحياة اليومية، وكجزء من التعليم.  ويستند هذا المنهاج إلى ثلاثة افتراضات مهمة، هي:
1- ليس هناك تفكير بدون عاطفة، وليس هناك عاطفة بدون تفكير.
2- كلما كان الشخص أكثر وعياً بتجربته، أمكن التعلم منها أكثر.
3- معرفة الإنسان بنفسه جزء مهم من عملية التعلم.

ثالثا :إستراتيجية التعلم النشط
أكد العديد من المتخصصين في مجال تدريس اللغات على أهمية إستراتيجية التعلم النشط فالتعلم ذات المعنى Meaningful Learning يتطلب من المتعلم أن يكون نشطا وأن تتعدد أدواره بين مستمع ومحاور ومتسائل ومبادئ وأن يشرك في المشروعات الفردية والجماعية ومناقشة القراءات التي يكلف بها وتلك التي يكلف بها زملائه من الطلاب وتتضمن أيضا عروضا ومناظرات وغير ذلك من الطرق التي تؤكد على نشاط الطالب وانخراطه في عملية التعلم.
مبادئ التعلم النشط :
وتقوم إستراتيجية التعلم النشط على مبادئ أساسية أهمها:
1-    تشجيع التفاعل بين المعلم والمتعلم: وجد أن التفاعل بين المعلم والمتعلمين، سواء داخل غرفة الصف أو خارجها، يشكل عاملاً هاماً في إشراك المتعلمين وتحفيزهم للتعلم، بل يجعلهم يفكرون في قيمهم وخططهم المستقبلية.
2-    تشجيع التعاون بين المتعلمين: وجد أن التعلم يتعزز بصورة أكبر عندما يكون على شكل جماعي، فالتدريس الجيد كالعمل الجيد الذي يتطلب التشارك والتعاون وليس التنافس و الانعزال.
3-    تشجيع التعلم النشط: فلقد وجد أن المتعلمين لا يتعلمون فقط من خلال الإنصات وكتابة المذكرات، وإنما من خلال التحدث والكتابة عما يتعلمونه وربطها بخبراتهم السابقة، بل وبتطبيقها في حياتهم اليومية.
4-    تقديم تغذية راجعة سريعة: حيث إن دراية المتعلمين بما يعرفونه وما لا يعرفونه تساعدهم على فهم طبيعة معارفهم وتقييمها. فالمتعلمون بحاجة إلى أن يتأملوا فيما تعلموه (Meta – Cognition) وما يجب أن يتعلموه والى تقييم ما تعلموا.
5-    توفير وقتا كافيا للتعلم (زمن + طاقة = تعلم): تبين أن التعلم بحاجة إلى وقت كاف، كما تبين أن المتعلمين بحاجة إلى تعلم مهارات إدارة الوقت، حيث إن مهارة إدارة الوقت عامل هام في التعلم.
6-    وضع توقعات عالية (توقع أكثر تجد تجاوب أكثر): تبين أنه من المهم وضع توقعات عالية لأداء المتعلمين، لأن ذلك يساعد المتعلمين على محاولة تحقيقها ويزيد من دافعيتهم نحو التعلم.
7-    تفهم أن الذكاء أنواع عدة وأن للمتعلمين أساليب تعلم مختلفة: تبين أن الذكاء متعدد (Multiple Intelligence)، وأن للمتعلمين أساليبهم المختلفة في التعلم، وبالتالي فإن الممارسات التدريسية السليمة هي التي تراعي ذلك التعدد والاختلاف.
8-    مما سبق يتبين أهمية التعلم النشط في التعلم سواء كما ذكر بوضوح في المبدأ الثالث، أو بصورة شبه واضحة كما في المبدأ الأول والثاني و الرابع، أو بصورة غير مباشرة كما في بقية المبادئ..
الحاجة إلى التعلم النشط :
ظهرت الحاجة إلى التعلم النشط نتيجة عوامل عدة، لعل أبرزها حالة الحيرة والارتباك التي يشكو منها المتعلمون بعد كل موقف تعليمي، والتي يمكن أن تفسر بأنها نتيجة عدم اندماج المعلومات الجديدة بصورة حقيقية في عقولهم بعد كل نشاط تعليمي تقليدي. ويمكن أن توصف أنشطة المتعلم في الطرق التقليدية بالتالي:
ü     يفضل المتعلم حفظ جزء كبير مما يتعلمه.
ü     يصعب على المتعلم تذكر الأشياء إلا إذا ذكرت وفق ترتيب ورودها في الكتاب.
ü     يفضل المتعلم الموضوعات التي تحتوي حقائق كثيرة عن الموضوعات النظرية التي تتطلب تفكيراً عميقاً.
ü     تختلط على المتعلم الاستنتاجات بالحجج والأمثلة بالتعاريف.
ü     غالباً ما يعتقد المتعلم أن ما يتعلمه خاص بالمعلم وليس له صلة بالحياة.
في التعلم النشط تندمج المعلومة الجديدة اندماجاً حقيقياً في عقل المتعلم مما يكسبه الثقة بالذات، ويمكن أن توصف أنشطة المتعلم في التعلم النشط بالتالي:
ü     يحرص المتعلم عادة على فهم المعنى الإجمالي للموضوع ولا يتوه في الجزيئات.
ü     يخصص المتعلم وقتاً كافيا للتفكير بأهمية ما يتعلمه.
ü     يربط المتعلم كل موضوع جديد يدرسه بالموضوعات السابقة ذات العلاقة.
ü     يحاول المتعلم الربط بين الأفكار في مادة ما مع الأفكار الأخرى المقابلة في المواد الأخرى.
تعريف التعلم النشط :
بينت نتائج الأبحاث مؤخرا أن طريقة المحاضرة التقليدية التي يقدم فيها المعلم المعارف وينصت المتعلمون خلالها إلى ما يقوله المعلم هي السائدة، كما تبين أن هذه الطريقة لا تسهم في خلق تعلم حقيقي، لذا ظهرت دعوات متكررة إلى تطوير طرق تدريس تشرك المتعلم في تعلمه.
إن إنصات المتعلمين في غرفة الصف سواء لمحاضرة أو لعرض بالحاسب لا يشكل بأي حال من الأحوال تعلماً نشطاً. فما التعلم النشط؟
لكي يكون التعلم نشطاً ينبغي أن ينهمك المتعلمون في قراءة أو كتابة أو مناقشة أو حل مشكلة تتعلق بما يتعلمونه أو عمل تجريبي، وبصورة أعمق فالتعلم النشط هو الذي يتطلب من المتعلمين أن يستخدموا مهام تفكير عليا كالتحليل والتركيب والتقويم فيما يتعلق بما يتعلمونه.
في ضوء ما سبق فإن التعلم النشط هو: "طريقة تدريس تشرك المتعلمين في عمل أشياء تجبرهم على التفكير فيما يتعلمونه".
تغير دور المتعلم في التعلم النشط :
المتعلم مشارك نشط في العلمية التعليمية، حيث يقوم المتعلمون بأنشطة عدة تتصل بالمادة المتعلمة، مثل: طرح الأسئلة، وفرض الفروض، والاشتراك في مناقشات، والبحث والقراءة، والكتابة والتجريب.
تغير دور المعلم في التعلم النشط :
في التعلم النشط يكون دور المعلم هو الموجه والمرشد والمسهل للتعلم، فهو لا يسيطر على الموقف التعليمي، ولكنه يدير الوقف التعليمي إدارة ذكية بحيث يوجه المتعلمين نحو الهدف منه. وهذا يتطلب منه الإلمام بمهارات هامة تتصل بطرح الأسئلة وإدارة المناقشات، وتصميم المواقف التعليمية المشوقة والمثيرة وغيرها.
أبرز فوائد التعلم النشط :
ü     تشكل معارف المتعلمين السابقة خلال التعلم النشط دليلاً على تعلم المعارف الجديدة، وهذا يتفق مع فهمنا بأن استثارة المعارف شرط ضروري للتعلم.
ü     يتوصل المتعلمون خلال التعلم النشط إلى حلول ذات معنى عندهم للمشكلات لأنهم يربطون المعارف الجديدة أو الحلول بأفكار وإجراءات مألوفة لديهم وليس استخدام حلول أشخاص آخرين.
ü     يحصل المتعلمون خلال التعلم النشط على تعزيزات كافية حول فهمهم للمعارف الجديدة.
ü     الحاجة إلى التوصل إلى ناتج أو التعبير عن فكرة خلال التعلم النشط تجبر المتعلمين على استرجاع معلومات من الذاكرة ربما من أكثر من موضوع ثم ربطها ببعضها، وهذا يشابه المواقف الحقيقية التي سيستخدم فيها المتعلم المعرفة التي اكتسبها خلال عملية التعلم.
ü     يبين التعلم النشط للمتعلمين قدرتهم على التعلم بدون مساعدة سلطة، وهذا يعزز ثقتهم بذواتهم والاعتماد عليها.
ü     يفضل معظم المتعلمين أن يكونوا نشطين خلال التعلم.
ü     المهمة التي ينجزها المتعلم بنفسه، خلال التعلم النشط أو يشترك فيها تكون ذات قيمة أكبر من المهمة التي ينجزها له شخص آخر.
ü     يساعد التعلم النشط على تغيير صورة المعلم بأنه المصدر الوحيد للمعرفة، وهذا له تضمين هام في النمو المعرفي المتعلق بفهم طبيعة الحقيقة.

رابعا : الجودة الشاملة  والتحسين المستمر
إن الإهتمام بالقضايا التربوية ومشاكلها ، عرف إهتماماً كبيراً سواء على المستوى المحلي أو العربي ، أو العالمي ، وبذلت فيه جهود كبيرة من طرف العديد من المنظمات الدولية كاليونسكو والإلسكو، وغيرها الكثير من المؤسسات والجمعيات  الأهلية والحكومية، وحظيت الجودة الشاملة بجانب كبير من هذا الاهتمام إلى الحد الذي جعل بعض المفكرين يطلقون على هذا العصر عصر الجودة، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لنموذج الإدارة التربوية  الجديدة الذي تولد لمسايرة المتغيرات الهائلة على كافة الصعد الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والتربوية والتكنولوجية خاصة، ومحاولة التكيف معها، فأصبح المجتمع العالمي ينظر إلى الجودة الشاملة والإصلاح التربوي باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، بحيث يمكن القول إن الجودة الشاملة هي التحدي الحقيقي الذي ستواجهه الأمم في العقود المقبلة، وهذا لا يعني إغفال باقي الجوانب التي لا بد وأن تواكب سرعة التطور الحاصل على المجالات كلها.
والجودة في التعليم مرتبطة بعمليتي التعلم والتعليم ، وكذلك بالإدارة، وذلك من أجل ربط التعليم بحاجات المجتنع ، وإحداث تغير تربوي هادف ، وبناء وتنمية ملكة الإبداع عند المتعلمين ،ويحدث التعلم عندما يحدث تفاعل بين المتعلم وبيئته ، ونحن نعرف أن التعلم قد حدث عندما نلاحظ أن سلوك المتعلم قد تعدل ، ودورنا نحن أن نتيح الفرصة لحدوث التفاعل كي يحدث التعلم، وهذا يعني توفير كل الشروط والبيئة الصالحة للتعلم ، مما يستوجب وضع معايير للعمليات ، بما يشمل نظام محدد للتأكد من جودة التعليم.
والجودة تكامل لخصائص المنتج ، والتعلم منتج لابد من أن يلبي إحتياجات ومتطلبات محددة ومعروفة ضمناً ،ولذلك فلا بد لهذا المنج من خصائص ومميزات يعبران عن قدرته على تحقيق الأهداف والمتطلبات المتوقعة من متلقي الخدمة، وهذا يلقي بمسؤوليات كبيرة على المؤسسات التي تقدم هذه الخدمة لتركز أكثر على المهارات المطلوبة.
وقد ظهر مفهوم الجودة الشاملة في الولايات المتحدة الأمريكية في ثمانينات القرن الماضي ، لتزايد المنافسة العالمية على الصعيد الإقتصادي  واكتساح الصناعة اليابانية للعالم، خاصة في اسواق دول العالم الثالث .
ان تعبير الجودة ليس تعبيراً جديداً في ثقافتنا العربية الإسلامية، وخير دليل على ذلك ما ورد من آيات قرآنية وأحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم ، تؤكد ذلك ، حيث قال تعالى في كتابه الكريم:
""صنع الله الذي أتقن كل شئ"  (النمل ،88).
"وكذلك قال تعالى في محكم تنزيله "انا لا نضيع أجر من أحسن عملا"  (الكهف،30).
وعن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال :-  "ان الله يحب اذا عمل أحدكم عملا ان يتقنه"  (رواه مسلم).
ونفهم من ذلك ان الجودة هى الإتقان والعمل الحسن،
أما  الجودة الشاملة فهي  مفهوم إداري يقصد به:-
عملية ترتكز على منظومة قيمية تستمد قدرتها على الحركة وديناميكيتها من البيانات والمعلومات المستمدة من نشاط العاملين بقصد إلإستثمار الأفضل لكل طاقات العاملين وتوظيفها بشكل إبداعي في مختلف مستويات المنظمة التعليمية لصالح أفضل نتاج إبداعي ممكن الوصول إليه.
أو هي :-
عملية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم تستمد طاقة حركتها من المعلومات التي نتمكن في إطارها من تنظيم مواهب العاملين في المنشأة التربوية ، واستثمار قدراتهم الفكرية مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لتحقيق التحسن المستمر.
      المفهوم الاصطلاحي لإدارة الجودة الشاملة :
لم يكن ثمة تعريف محدد لمفهوم إدارة الجودة الشاملة ، ودلالات الكلمات المكونة لهذا المفهوم تعني الآتي : ـ
الإدارة : هي القدرة على التأثير في الآخرين لبلوغ الأهداف المرغوبة
الجودة : تعني الوفاء بمتطلبات المستفيد وتجاوزها .
الشاملة : تعني البحث عن الجودة في كل جانب من جوانب العمل ، ابتداء من التعرف على احتياجات المستفيد وانتهاء بتقويم رضا المستفيد .

       وإدارة الجود الشاملة تعني في مجملها " أنها نظام يتضمن مجموعة من الفلسفات الفكرية المتكاملة والأدوات الإحصائية والعمليات الإدارية المستخدمة لتحقيق الأهداف ، ورفع مستوى رضا العميل والموظف على حد سواء ، وذلك من خلال التحسين المستمر للمؤسسة وبمشاركة فعَّالة من الجميع من أجل منفعة الشركة والتطوير الذاتي لموظفيها، وبالتالي تحسين نوعية الحياة في المجتمع . 
الثقافة التنظيمية المدرسية :
    إن الثقافة التنظيمية المدرسية تخضع أساساً لعاملين أساسيين وهما :
1 ـ الثقافة العامة للمجتمع .
2 ـالفلسفة التربوية التي ينبع عنها الأهداف التربوية المقررة من قبل السلطات العليا .
     وقد أكد باول هكمان أن الثقافة المدرسية تكمن في المعتقدات التي يحملها المعلمون والطلاب والمديرون .
الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية التعليمية :
       يقصد بإدارة الجود الشاملة في المجال التربوي التعليمي : أداء العمل بأسلوب صحيح متقن وفق مجموعة من المعايير التربوية الضرورية لرفع مستوى جودة المنتج التعليمي بأقل جهد وكلفة محققا الأهداف التربوية التعليمية ، وأهداف المجتمع وسد حاجة سوق العمل من الكوادر المؤهلة علميا .
ويعرف ( رودز ) الجودة الشاملة في التربية بأنها عملية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي توظف مواهب العاملين وتستثمر قدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لضمان تحقيق التحسن المستمر للمؤسسة.
كما وعرفها احمد درياس بأنها " أسلوب تطوير شامل ومستمر في الأداء يشمل كافة مجالات العمل التعليمي، فهي عملية إدارية تحقق أهداف كل من سوق العمل والطلاب ، أي أنها تشمل جميع وظائف ونشاطات المؤسسة التعليمية ليس فقط في إنتاج الخدمة ولكن في توصيلها ، الأمر الذي ينطوي حتما على تحقيق رضا الطلاب وزيادة ثقتهم ،وتحسين مركز المؤسسة التعليمية محليا وعالميا.
 ويمكن القول أن إدارة الجودة في التعليم هي منهج عمل لتطوير شامل ومستمر يقوم على جهد جماعي بروح الفريق.
وهي فلسفة إدارية حديثة ، تأخذ شكل أو نهج أو نظام إداري شامل قائم على أساس إحداث تغييرات إيجابية جذرية لكل شيء داخل المؤسسة ، بحيث تشمل هذه التغييرات : الفكر ، والسلوك ، والقيم ، والمعتقدات التنظيمية والمفاهيم الإدارية ، ونمط القيادة الإدارية ،ونظم وإجراءات العمل ، والأداء ، وغيرها.
يعتبر ادوارد ديمنج رائد فكرة الجودة الشاملة حيث طور أربعة عشر نقطة توضح ما يلزم لإيجاد وتطوير ثقافة الجودة ، وتسمى هذه النقاط  " جوهر الجودة في التعليم " وتتلخص فيما يلي:-
1- إيجاد التناسق بين الأهداف.
2-تبني فلسفة الجودة الشاملة.
3- تقليل الحاجة للتفتيش .
4- إنجاز الأعمال المدرسية بطرق جديدة.
5- تحسين الجودة ، الإنتاجية ، وخفض التكاليف.
6- التعلم مدى الحياة.
7- ممارسة روح القيادة في التعليم.
8- التخلص من الخوف.
9- إزالة معوقات النجاح.
10- توليد ثقافة الجودة لدى العاملين.
11- تحسين العمليات.
12- مساعدة الطلاب على النجاح.
13- الالتزام.
14- المسئولية.
وحتى يكون للجودة الشاملة وجود في مجال التطبيق الفعلي لا بد من توفر خمسة ملامح او صفات للتنظيم الناجح لإدارة الجودة الشاملة من اجل الوصول إلى جودة متطورة ومستدامة وذات منحنى دائم الصعود ، وهذه الملامح هي:-
1- حشد طاقات جميع العاملين في المؤسسة بحيث يدفع كل منهم بجهده وإبداعه تجاه الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة مع التزام الجميع بما يخصه.
2- الفهم المتطور والمتكامل للصورة العامة، وخاصة بالنسبة لأسس الجودة الموجهة لإرضاء متطلبات "العميل"أو متلقي الخدمة ، والمنصبة على جودة العمليات والإجراءات التفصيلية واليومية للعمل.
3- قيام المؤسسة على فهم روح العمل الجماعي -  عمل الفريق - .
4- التخطيط لأهداف لها صفة التحدي والتي تلزم المؤسسة وأفرادها بارتقاء واضح وملموس في نتائج جودة الأداء.
5- الإدارة اليومية المنظمة للمؤسسة- القائمة على أسس مدروسة وعملية - من خلال استخدام أدوات  مؤثرة وفعالة لقياس القدرة على استرجاع المعلومات والبيانات ( التغذية الراجعة).
مما سبق يتبين أن الجودة الشاملة في التعليم ، تمثل معايير عالمية لقياس مخرجاته ونواتجه، وهي إنتقال من ثقافة الحد الأدنى ، إلى ثقافة الإتقان والتميز،فهي نقلة بخطى سريعة نحو المستقبل ، وهي ثورة إدارية جديدة، وتطوير لكل وسائل وأساليب العمل
وفي إشارة إلى التعاريف السابقة ، فلم تبتعد عن التعاريف الإجرائية ضمن السياق الفكري الذي نتحدث عنه ، رغم بعض التباينات هنا أو هناك ونورد بعضها للتدليل:-
فقد عرفها المعهد الوطنى الامريكى للمقاييس والجمعية الامريكية لمراقبة الجودة بأنها:"مجموعة من السمات والخصائص للسلع والخدمات القادرة على تلبية احتياجات محددة".
بينما عرفها معهد الجودة الفيدرالى الأمريكى أنها: "أداء العمل الصحيح بشكل صحيح من المرة الاولى مع الاعتماد على تقييم المستفيد فى معرفة مدى تحسن الأداء".
والجودة (طبقا لتعريف منظمة الايزو العالمية) تعني "الوفاء بجميع المتطلبات المتفق عليها بحيث تنال رضاء العميل،ويكون المنتج ذو جودة عالية وتكلفة اقتصادية معتدلة".
ومن منظور العملية التعليمية فالجودة تعني: الوصول الى مستوى الأداء الجيد، وهي تمثل عبارات سلوكية تصف أداء المتعلم عقب مروره بخبرات منهج معين،ويتوقع أن يستوفي مستوي تمكن تعليمي حدد مسبقاً .
 وإدارة الجودة الشاملة تعتمد على تطبيق أساليب متقدمة لإدارة الجودة وتهدف للتحسين والتطوير المستمر وتحقيق أعلى المستويات الممكنة في الممارسات والعمليات والنواتج والخدمات.
وتشير الجودة الشاملة في المجال التربوي إلى مجموعة من المعايير والإجراءات يهدف تنفيذها إلى التحسين المستمر في المنتج التعليمي، وتشير إلى المواصفات والخصائص المتوقعة في المنتج التعليمي وفي العمليات والأنشطة التي تتحقق من خلالها تلك المواصفات، والجودة الشاملة توفر أدوات وأساليب متكاملة تساعد المؤسسات التعليمية على تحقيق نتائج مرضية.
وحظي موضوع الجودة الشاملة في التربية والتعليم بالاهتمام ، وأقيمت من أجله الورش وعقدت الندوات،  فالاهتمام بإدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية لايعني أنها تخطط لجعل المؤسسات التعليمية وخصوصا المدارس والجامعات ،منشآت تجارية أو صناعية، تسعى إلى مضاعفة أرباحها عن طريق تحسين منتجاتها، ولكن ما ينبغي أن نستفيد منه كمدخل في إدارة الجودة الشاملة للتعليم ،لتطوير أساليب الإدارة التعليمية تحقيقاً لجودة المنتج التعليمي، وسعيا إلى مضاعفة إفادة المستفيد الأول من كافة الجهود التعليمية وهو المجتمع بكل مؤسساته وجماعاته وأفراده في مجال التعليم.    
بعض مبررات تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة ومنها:-
1ـ ارتباط الجودة  بالإنتاجية.
2ـ اتصاف نظام الجودة بالشمولية في كافة المجالات.
 3ـ عالمية نظام الجودة ، وهي سمة من سمات العصر الحديث.
 4ـ عدم جدوى بعض الأنظمة والأساليب الإدارية السائدة في تحقيق الجودة المطلوبة.
5ـ نجاح تطبيق نظام الجودة الشاملة في العديد من المؤسسات التعليمية.
6- تدني مستوى السلع ، وعدم وجود معايير وأهداف أدائية واضحة.
7- سوء إدارة العمليات الصغيرة.
8- زيادة وقت القيام بالعمليات ، وزيادة عدد مرات التفتيش،وزيادة عدد الإجتماعات.
9- انعدام روح التجريب،وتفشي روح الإنتقاد واللوم.
والجودة الشاملة تحتاج في تطبيقها إلى القيادة الواعية، والسياسات والاستراتجيات التي ينبغي أتباعها لتطبيق نظام الجودة الشاملة في كافة المؤسسات ولاسيما التربوية ، يجب أن تدعم بخطط وأهداف وطرق عمل.
ولا بد من يترافق ذلك مع تطوير مهام مديري المدارس وإطلاق المعارف والقدرات الكامنة عند العاملين بمختلف مستوياتهم الوظيفية على المستوى الفردي والجماعي ، معتمدين على المستوى العام للمدرسة والخطط والأنشطة لتوفير الدعم لسياستها وكفاءة الأداء وآليات العمل.
كما يتطلب ذلك تحديد شكل العلاقة بين الشركاء الخارجيين والداخليين في المنظمة التعليمية ، أو المؤسسة التعليمية، وذلك بتحديدكيفية قيام المدرسة أو المؤسسة بالتخطيط وإدارة العلاقات مع  الشركاء الخارجيين ، في سبيل دعم السياسات والإستراتيجيات وفاعلية الأداء والعمل ، ثم كيف تقوم المدرسةأو المؤسسة  بتصميم وإدارة وتطوير عملياتها في سبيل دعم السياسات والإجراءات ، ومن ثم إرضاء المستفيدين ، وزيادة المكاسب لكل المساهمين في العملية التعليمية.
  بعض المبادئ التي تقوم عليها الجودة الشاملة ومنها:-
1ـ التركيز على التعرف على احتياجات وتوقعات المستفيدين والسعي لتحقيقها " التركيز على الزبون".
2- التأكيد على أن التحسين والتطويرعملية مستمرة.
  3- التركيز على الوقاية بدلا من البحث عن العلاج.
4- التركيز على العمل الجماعي.
5- إتخاذ القرار بناءاً على الحقائق،والتركيز على العمليات.
6- تمكين المعلمين من الأداء الجيد.   
 أهداف إدارة الجودة الشاملة ومنها:-
1- حدوث تغيير في جودة الأداء.
  2ـ تطوير أساليب العمل.
3ـ الرفع من مهارات العاملين وقدراتهم.
4ـ تحسين بيئة العمل.
5ـ الحرص على بناء وتعزيز العلاقات الإنسانية.
  6ـ تقوية الولاء للعمل والمؤسسة والمنشأة.
  7ـ تقليل إجراءات العمل الروتينية  واختصارها من حيث الوقت والتكلفة.
متطلبات تطبيق نظام الجودة الشاملة :-
1ـ تهيئة مناخ العمل وثقافة مؤسسية  تنظيمية للمؤسسة التعليمية.
2ـ قياس الأداء للجودة.
3ـ إدارة فاعلة للموارد البشرية في الجهاز التعليمي الموجود داخل المنظمة.
4ـ التعليم والتدريب المستمر لكافة الأفراد العاملين.
 5ـ تبني أنماط قيادية مناسبة لنظام إدارة الجودة الشامل.
6ـ مشاركة جميع العاملين في الجهود المبذولة لتحسين مستوى الأداء.
7ـ تأسيس نظام معلومات دقيق لإدارة الجودة الشاملة.
و يمكن توظيف الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية بشكل عام ومؤسستنا التربوية بشكل خاص ، لأن نظام الجودة الشاملة ، نظام عالمي يمكن تطبيقه في كافة المؤسسات التربوية وغير التربوية ، رغم حاجته إلىدقة كبيرة في التنفيذ ، وتهيئة المناخ المناسب لتفعيله ناهيك عن النفقات الكبيرة التي تحتاجها المؤسسة أثناء عملية التطبيق وخاصة فيما يتعلق بتوفير البيئة المدرسية المتميزة، من مبان ومرافق وتدريب للكوادر البشرية ، من مشرفين وإداريين ومعلمين وحتى على مستوى القيادات التربوية،وكذلك توفيرالتجهيزات المدرسية والمعامل والمختبرات العلمية والحاسوبية، ومختبرات  اللغات ، وكل ما يتعلق بالعملية التربوية التعليمية ، وكل ذلك ينبغي توفيره حتى تحصل المؤسسة على مواصفات الجودة الشاملة ، ولا يعني ذلك أن نتخلى بالكلية عن البحث عن مصادر أخرى يمكن أن توصلنا إلى  تحقيق بعض جوانب الجودة الشاملة ، ومن هذه المصادر التدريب لكافة العاملين في المؤسسة ، وتهيئة مناخ العمل ومشاركة الجميع في تفعيل دور المؤسسة والارتقاء به.
ويهتم نظام الجودة بالتحديد الشامل للهيكل التنظيمي، وتوزيع المسئوليات والصلاحيات على الموظفين والعمال، وإيضاح الأعمال والإجراءات الكفيلة بمراقبة العمل ومتابعته، وكذلك مراقبة وفحص كل ما يرد إلى المنشأة والتأكيد على أن الخدمة قد تم فحصها وأنها تحقق مستلزمات الجودة المطلوبة.
ويقوم نظام الجودة الشاملة على مشاركة جميع أعضاء المنظمة ويستهدف النجاح طويل المدى، وتحقيق منافع للعاملين في المنظمة وللمجتمع وسميت بالشاملة لأن المسئولية تشمل جميع فريق العمل كل فرد في حدود مجال عمله وصلاحياته، بالإضافة إلى أن الجودة تشمل جميع مجالات العمل وعناصره صغيرها وكبـيرها.
أهداف الجودة:-
1-التأكيد على أن الجودة وإتقان العمل وحسن إدارته مبدأ إسلامي بنصوص الكتاب والسنة، والأخذ به واجب ديني ووطني، وأنه من سمات العصر الذي نعيشه وهو مطلب وظيفي يجب أن يحتضن جميع جوانب العلمية التعليمية والتربوية.
2-تطوير أداء جميع العاملين عن طريق تنمية روح العمل التعاوني الجماعي وتنمية مهارات العمل الجماعي بهدف الاستفادة من كافة الطاقات وكافة العاملين بالمؤسسة التربوية.
3-ترسيخ مفاهيم الجودة الشاملة والقائمة على الفاعلية و الفعالية تحت شعارها الدائم " أن نعمل الأشياء بطريقة صحيحة من أول مرة وفي كل مرة.
4-تحقيق نقلة نوعية في عملية التربية و التعليم تقوم على أساس التوثيق للبرامج والإجراءات والتفعيل للأنظمة واللوائح والتوجيهات والارتقاء بمستويات الطلاب.
5-الاهتمام بمستوى الأداء للإداريين والمعلمين والموظفين في المدارس من خلال المتابعة الفاعلة وإيجاد الإجراءات التصحيحية اللازمة وتنفيذ برامج التدريب المقننة والمستمرة والتأهيل الجيد، مع تركيز الجودة على جميع أنشطة مكونات النظام التعليمي ( المدخلات- العمليات- المخرجات).
6-اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لتلافي الأخطاء قبل وقوعها ورفع درجة الثقة في العاملين وفي مستوى الجودة التي حققتها المؤسسات داخل النظام والعمل على تحسينها بصفة مستمرة لتكون دائماً في موقعها الحقيقي.
7-الوقوف على المشكلات التربوية والتعليمية في الميدان، ودراسة هذه المشكلات وتحليلها بالأساليب والطرق العلمية المعروفة واقتراح الحلول المناسبة لها ومتابعة تنفيذها في المدارس التي تطبق نظام الجودة مع تعزيز الإيجابيات والعمل على تلافي السلبيات.
8-التواصل التربوي مع الجهات الحكومية والأهلية التي تطبق نظام الجودة، والتعاون مع الدوائر والشركات والمؤسسات التي تعنى بالنظام لتحديث برامج الجودة وتطويرها بما يتفق مع النظام التربوي والتعليمي العام.
فوائد نظام الجودة:-
1-ضبط وتطوير النظام الإداري في المدرسة نتيجة وضوح الأدوار وتحديد المسئوليات.
2- الارتقاء بمستوى الطلاب في جميع الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية والروحية.
3-ضبط شكاوى الطلاب وأولياء أمورهم، والإقلال منها ووضع الحلول المناسبة لها.
4-زيادة الكفاءة التعليمية ورفع مستوى الأداء لجميع الإداريين والمعلمين والعاملين بالمدرسة.
5-الوفاء بمتطلبات الطلاب وأولياء أمورهم والمجتمع والوصول إلى رضاهم وفق النظام العام لوزارة المعارف.
6- توفير جو من التفاهم والتعاون والعلاقات الإنسانية السليمة بين جميع العاملين في المدرسة.
7-تمكين إدارة المدرسة من تحليل المشكلات بالطرق العلمية الصحيحة والتعامل معها من خلال الإجراءاتالتصحيحية لمنع وقوعها مستقبلاً.
8-رفع مستوى الوعي لدى الطلاب وأولياء أمورهم تجاه المدرسة من خلال إبراز الالتزام بنظام الجودة.
9-الترابط والتكامل بين جميع الإداريين والمعلمين في المدرسة والعمل عن طريق الفريق وبروح الفريق.
10-تطبيق نظام الجودة يمنح المؤسسة التعليمية –المدرسة- والإدارة التعليمية، الاحترام والتقدير المحلي والاعتراف العالمي.
مراحل الجودة:-  
1- مرحلة التقييم:-
ويتم في هذه المرحلة التعرف على الوضع القائم بالمدرسة من حيث الإمكانيات المادية والبشرية والطريقة التي يطبق بها النظام التعليمي ونتائج التحصيل العلمي للطلاب ومدى العلاقة بين المدرسة والمجتمع وتقييم عناصر العملية التعليمية.
2- مرحلة تطوير وتوثيق نظام الجودة:-
في هذه المرحلة يتم تطوير النظام من خلال تنفيذ خطة تطويرية شاملة لاستيفاء متطلبات المواصفة ( أيزو 9002 ) من خلال إنشاء دليل الجودة وإجراءاتها وتعليمات العمل وخططه من أجل ضمان الحصول على نظام الجودة المطلوب وذلك بالتعاون مع منسوبي المدرسة ومن ثم اعتماده من الإدارة العليا.
3- مرحلة تطبيق نظام الجودة:-
يتم في هذه المرحلة تطبيق نظام الجودة على المدرسة من أقسام ووحدات إدارية وفنية، وتقوم الشركة المؤهلة وفريق العمل بإدارة التعليم بالمتابعة والتأكد من تنفيذ وتطبيق إجراءات وتعليمات نظام الجودة.
4- مرحلة إعداد برامج ومواد التدريب:-
تقوم الشركة في هذه المرحلة بإعداد مواد التدريب و التعليم لمختلف المستويات الإدارية خلال فترة تطبيق النظام مع توزيع هذه المواد على جميع العاملين في المدرسة للإطلاع عليها تمهيداً للتدريب عليها.
5- مرحلة التدريب:-
ويتم في هذه المرحلة تدريب مجموعة من منسوبي المدرسة على نظام الجودة - ( الأيزو9002 ) و تطبيقاته ويقوم هؤلاء بتنفيذ التدريب لاحقاً لبقية العاملين ويركز التدريب على الطريقة المثلي لإجراء المراجعة الداخلية.
6- مرحلة المراجعة الداخلية:-
و تتم عن طريق فريق العمل في المدرسة المطبق بها نظام الجودة، وتهدف المراجعة الداخلية إلى التأكد من قيام جميع أقسام المدرسة من تطبيق الإجراءات والتعليمات الخاصة بالنظام واكتشاف حالات عدم المطابقة وتعديلها في ضوء متطلبات المواصفة العالمية - ( الأيزو 9002 ) تليها مراجعة الإدارة العليا ( إدارة التعليم بالمحافظة أو اللواء أو المنطقة ) للتحقق من تطبيق النظام وتفعيلة ميدانياً.
 7- مرحلة المراجعة الخارجية:-
تقوم الجهة المانحة للشهادة بالمراجعة الخارجية من استيفاء نظام الجودة لمتطلبات المواصفة واكتشاف حالات عدم المطابقة واتخاذ الإجراءات التصحيحية والوقائية لمعالجتها.
8- مرحلة الترخيص:-
بعد إتمام المراجعة الخارجية من الجهة المانحة للشهادة يتم اتخاذ القرار بشأن منح المدرسة شهادة الجودة العالمية ( الأيزو9002 ) في حالة المطابقة التامة للمواصفة.
و نعود لنأكد أن مفهوم إدارة الجودة الشاملة في التعليم يشير إلى قدرة المؤسسة
التعليمية على تحقيق احتياجات المستفيدين من المؤسسة التعليمية ( المجتمع ) ورضاهم التام عن المنتج (الخريجون) ،بمعنى آخر فالجودة في حقل التعليم تعني مدى تحقق أهداف البرامج التعليمية في الخريجين(الموظفات)،و بما يحقق رضا المجتمع بوصفه المستفيد الأول من وجود المؤسسات التعليمية.
وتتمثل جودة المناهج المدرسية في الاهتمام بمحتوياتها ووضوح غايتها وإمكانية تحقيقها وواقعيتها في تلبية رغبات المستفيدين (الطلاب، أولياء الأمور، المجتمع) إلى جانب الاهتمام المماثل بجودة طرق التدريس ووسائل وأساليب التقويم التي يجب أن تكون أولويتها دائماً العمل على تحقيق التحسن المستمر في عمليتي التعليم والتعليم الموجه إلى تحقيق التحسن في قدرات ومهارات الطلاب على نحو متواصل وذلك منذ سنوات الدراسة الأولية سيجنبنا الهدر الهائل في الموارد فيما بعد.
وجودة المنهج تعني: "توفر خصائص معينة فى المناهج المدرسية بحيث تنعكس تلك الخصائص على مستوى الخريجين، وهو مايشير الي أهمية وجود تخطيط متقن يستند لمعايير الجودة ويستتبع ذلك تنفيذ التخطيط بشكل دقيق في ظل متابعة  دائمة ومستمرة"  ونؤكد في هذا السياق ضرورة تجنب العشوائية والبعد عن القرارات الفردية، فجودة المنهج في هذا الإطار تعنى" تعلماً من اجل التمكن". ولتحقيق ذلك  التمكن ينبغي مراعاة:-
. 1- انطلاق المنهج من فلسفة المجتمع ومحقق لأهدافه
  2- ضمان التجريب الميدانى للمنهج قبل الشروع في تعميمه.
  3- تمكين المعلمين من خلال تدريب للمعلمين على المناهج. المطورة.
  4- وجوب الاعتماد علي أدوات تقويم موضوعية لقياس مستوى التمكن.
وعند تطبيق مؤشرات الاداء الموجودة فى معايير الجودة على المناهج من خلالها سوف نصل الى "مفهوم التعلم من اجل التمكن"، وذلك لان معايير الجودة تهدف الى وصول المتعلم والمناهج الى مستوى التمكن من خلال تحقيق مؤشرات الاداء المرجوة. معنى ذلك ان الجودة فى المناهج تعنى "التعلم للتميز"، وهذا ايضا يتحقق عند مراعاة معايير الجودة بالنسبة للمناهج والمتعلم،وذلك لان مفتاح الابداع هو التميز وهذا ما نريد تحقيقه فى عصر العولمة الذى لا مجال فيه الا التميز. 
دواعي تطبيق معايير الجودة في المنهج المدرسي:-
1- التطور التكنولوجى وظهور مجتمع المعرفة وانتاج وصناعة المعرفة.
   2- مراعاة(احتياجات سوق العمل) التى تتطور فيها المهارة بسرعة كبيرة والتى تحتاج لمهارات معينة تتحقق بتطوير المناهج الدراسية من خلال تبنيها لمعايير الجودة.
3- العولمة وظهور مواصفات الاعتماد الاكاديمى التى يجب ان يصل اليها المتعلم وذلك لمواصلة التعليم فى اى مكان فى العالم.
4- الاحتكاك الثقافى بين مختلف الدول الذى نتج عن العولمة.
5- التطور المستمر فى علم النفس والصحة النفسية الذى يدفع الى التغيير الدائم المستمر فى مناهج التعليم.
6- التطور فى استخدام كافة اساليب تكنولوجيا التعليم.
ومن المهم عدم اغفال التوجهات الفلسفية التي تحكم صياغة معايير جودة المنهج المدرسي:-
أولاً :- المجتمع الذى يتم فيه تطوير المناهج والذى لابد ان يتوفر فيه العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والحرية والديمقراطية.
ثانياً :- الارتباط الوثيق بين المناهج الدراسية ومجالات العمل والانتاج.
ثالثاً :- تبنى مفهوم انتاج المعرفة وما يتطلبه ذلك من تكوين العقلية القادرة على هذا الإنتاج.
رابعاً :- تبنى مفهوم التعلم الذاتى وما يتطلبه من مهارات.
خامساً :- مواكبة التطورات الحديثة فى عالم متغير يعتمد على صنع المعرفة وتعددية مصادرها.
سادساً :- تعزيز نموذج التعلم النشط وتوظيف المعرفة وتطبيقها.
سابعاً :- التركيز على أساسيات العلم من مفاهيم وقوانين ونظريات.
ثامناً :- تبنى الاسلوب العلمى فى التفكير واتخاذ القرارات وحل المشكلات.
تاسعاً :- تحديد مستويات الاتقان فى جميع المجالات المعرفية والمهارية والوجدانية.
عاشراً:- ترسيخ قيم العمل الجماعى والتدريب على مهاراته.
حادي عشر :- ترسيخ نمط الادارة الفاعلة المرنة التى تتبنى معايير الجودة.
ثاني عشر :- المشاركة المجتمعية وقيم المواطنة الفاعلة.
ثالث عشر :- التقويم فى كافة مراحل بناء المنهج وتطويره.
خصائص جودة المنهج:-
1- الشمولية: اى انها تتناول جميع الجوانب المختلفة فى بناء المنهج وتصميمه وتطويره وتنفيذه وتقويمه.
2- الموضوعية: وهى لابد ان تتوافر عند الحكم على مدى ما توافر من أهداف.
3- المرونة: مراعاة كافة المستويات وكافة البيئات.
  4- المجتمعية: اى انها ترتقى مع احتياجات المجتمع وظروفه وقضاياه.
5- الاستمرارية والتطوير: اى إمكانية تطبيقها وتعديلها.
6- تحقيق مبدأ المشاركة فى التصميم واتخاذ القرارات. 
لقد لاحظنا أن السيدة  جيم شو  بنت منظومة إبداعية متكاملة  وفق عناصر التعلم النشط  بدافعية عالية نحو التعلم المستمر الممتع والمرح موظفة العاطفة واللعب مراعية جميع الجوانب المعرفية والمهارية  الحركية  والوجدانية متوجة عملها بالجودة الشاملة لجميع أجزاء وعناصر العملية التعليمية
تجربتي مع مشروع مجتمعي : 
وفي حقيقة الأمر ان لي أكثر من عام وانأ اعمل على مشروع  تعليمي مجتمعي خيري  رمزي الربح  أشتمل في مخططه على برامج نوعية معتمد على تجارب محلية وعالمية يسهم في خدمة الشباب والفتيات ورعاية مواهبهم  وتأهيلهم لسوق العمل  والعقبة الوحيدة التي واجهتني (عدم وجود الجهة الرسمية ) التي تحتويه كمظلة ينطوي تحتها حين استصدار ترخيصه  .
 المراجع  :
ورقة عمل بعنوان  القيادات التربوية للمدرسة في ضوء مفاهيم الجودة الشاملة / تعليم  الدوادمي
المخ البشري : رؤية جديدة وانعكاسات تربوية  : http://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=4876
 موقع المدرسة :

انتهى  وبالله التوفيق